بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد. ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ [البقرة: 155 - 157] آية توقفت عند ها كثيراً. في أولى لحظات ألمي. أحقاً أن الله تعالى وعد الصابرين هذا الوعد؟؟. ولماذا يمنح الله الصابرين كل هذه المنازل والدرجات والوعود؟؟. ما ميزة الصابرين عن غيرهم؟؟. ولماذا وصفهم بالمهتدين وصلى عليهم؟؟. أسئلة كثيرة دارت في خلدي وأنا أسترجع معنى هذه الآية. أتفكر فيها. كل هذا في أولى لحظات ألمي. فتفكرت في الأحوال التي يجب فيها الصبر فوجدت فيما وجدت أن. البلاء. امتحانٌ من الله عز وجل لعباده. ليعرف الصادق من الكاذب. وليزيد ثبات المؤمن منهم. فينهار الإنسان أمامه. ويلعن القدر واليوم الذي نزل فيه هذا البلاء. ويندب ويبكي، وقد يفقد عقله من هول ما يجد من بلاء. ومن ثم لا يجد أمامه سوى الانتحار ليرتاح من هذا البلاء الذي لا يرفع عنه ولا يجد سبيلاً لرده. الهم. نيران تستعر في القلب.

وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من… | Arabic calligraphy art, Islamic calligraphy, Calligraphy art

الثالثة: من أعظم المصائب المصيبة في الدين ، ذكر أبو عمر عن الفريابي قال حدثنا فطر بن خليفة حدثنا عطاء بن أبي رباح قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصابه بي فإنها من أعظم المصائب. أخرجه السمرقندي أبو محمد في مسنده ، أخبرنا أبو نعيم قال: أنبأنا فطر... ، فذكر مثله سواء. وأسند مثله عن مكحول مرسلا. قال أبو عمر: وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم; لأن المصيبة به أعظم من كل مصيبة يصاب بها المسلم بعده إلى يوم القيامة ، انقطع الوحي وماتت النبوة. وكان أول ظهور الشر بارتداد العرب وغير ذلك ، وكان أول انقطاع الخير وأول نقصانه. قال أبو سعيد: ما نفضنا أيدينا من التراب من قبر [ ص: 165] رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أنكرنا قلوبنا. ولقد أحسن أبو العتاهية في نظمه معنى هذا الحديث حيث يقول: اصبر لكل مصيبة وتجلد واعلم بأن المرء غير مخلد أوما ترى أن المصائب جمة وترى المنية للعباد بمرصد من لم يصب ممن ترى بمصيبة ؟ هذا سبيل لست فيه بأوحد فإذا ذكرت محمدا ومصابه فاذكر مصابك بالنبي محمد الرابعة: قوله تعالى: قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون جعل الله تعالى هذه الكلمات ملجأ لذوي المصائب ، وعصمة للممتحنين: لما جمعت من المعاني المباركة ، فإن قوله: إنا لله توحيد وإقرار بالعبودية والملك.

وقد وجدت أن هذه الجمعية لا تعمل على تحفيظ آيات القرآن الكريم وحسب بل إنها ذهبت لغرس قيم القرآن الكريم في نفوس الحفاظ ليكون كل واحد منهم قرآنا يمشي على الأرض د. محمد العوضي نبارك لإخواننا في جمعية المحافظة على القرآن الكريم في المملكة الأردنيـة الهـاشميـة بمناسبـة مرور خمسة وعشرون عاماً على تأسيس هذه الجمعية ، التي بدأت تؤتي أكلها وتظهر ثمارها في شتى البقاع الأردنية ، فكم وكم من حافظ وحافظة ومتقن متقنة لتلاوة القرآن الكريم انطووا تحت لواء هذه الجمعية فاستفادوا وأفادوا د. أيمن سويد

إسلام ويب - تفسير ابن رجب الحنبلي - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون- الجزء رقم1

وإذا كان الإنسان قبل أن يولد عدما، وبعد أن يموت سيكون عدما، وإذا كان الله تعالى هو الذي أوجده من عدم، ‏فكل ما يملكه ليس ملكه حقيقة وليس له فيه تأثير، وإنما ملك من أوجده من هذا العدم. ‏ ‏ والإنسان يتصرف فيه ليس تصرف المالك وإنما تصرف العبد المأمور بالفعل والمنهى عن آخر، ولهذا لا يباح له ‎ ‎ التصرف ‏إلا وفق أوامر ونواهى المالك الحقيقي وهو الله عز وجل، فكيف يأسى على فقد شيء لا يملكه أصلا. ‏ الثاني: أن مصير الإنسان ومرجعه هو إلى الله تعالى، وأنه ولابد أن يترك الدنيا وراء ظهره، ويأتي ربه يوم القيامة فردا‏، كما خلقه أول مرة، بلا أهل ولا مال ولا ولد، ولكن يأتيه بالحسنات والسيئات فقط، فإذا كانت هذه بداية العبد ونهايته، ‎ ‎ فكيف يفرح بولد أو مال أو غير ذلك من متاع الدنيا، وكيف يأسى على عزيز فقده، أو مال خسره. ‏ ‏ إن في كل قرية و في كل مدينة بل وفي كل بيت من أصابته مصيبة، فمنهم من أصيب مرة و منهم من أصيب مرارا و لا ‏ينقطع هذا حتى يأتي على جميع أهل البيت حتى نفس المصاب فيصاب أسوة بأمثاله ممن تقدمه فإنه إن نظر يمنة فلا يرى ‏إلا محنة وإن نظر يسرة فلا يرى إلا حسرة. ‏ وذكر العلماء: أن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض و مغاربها وبلغ أرض بابل مرض مرضا شديدا فلما شعر بدنو ‏أجله كتب إلى أمه: يا أماه اصنعي طعاما واجمعي من قدرت عليه و لا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة و اعلمي هل ‏وجدت لشيء قرارا باقيا و خيالا دائما؟!

الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: { الَّذِينَ إذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَة قَالُوا إنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ} يَعْنِي تَعَالَى ذِكْره: وَبَشِّرْ يَا مُحَمَّد الصَّابِرِينَ, الَّذِينَ يَعْلَمُونَ أَنَّ جَمِيع مَا بِهِمْ مِنْ نِعْمَة فَمِنِّي, فَيُقِرُّونَ بِعُبُودِيَّتِي, وَيُوَحِّدُونَنِي بِالرُّبُوبِيَّةِ, وَيُصَدِّقُونَ بِالْمُعَادِ وَالرُّجُوع إلَيَّ فَيَسْتَسْلِمُونَ لِقَضَائِي, وَيَرْجَوْنَ ثَوَابِي وَيَخَافُونَ عِقَابِي, وَيَقُولُونَ عِنْد امْتِحَانِي إيَّاهُمْ بِبَعْضِ مِحَنِي, وَابْتِلَائِي إيَّاهُمْ بِمَا وَعَدْتهمْ أَنْ أَبْتَلِيَهُمْ بِهِ مِنْ الْخَوْف وَالْجُوع وَنَقْص الْأَمْوَال وَالْأَنْفُس وَالثَّمَرَات وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ الْمَصَائِب الَّتِي أَنَا مُمْتَحِنهمْ بِهَا. إنَّا مَمَالِيك رَبّنَا وَمَعْبُودنَا أَحْيَاء وَنَحْنُ عَبِيده وَإِنَّا إلَيْهِ بَعْد مَمَاتنَا صَائِرُونَ; تَسْلِيمًا لِقَضَائِي وَرِضَا بِأَحْكَامِي. '

وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليه السلام

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) القول في تأويل قوله تعالى: الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) قال أبو جعفر: يعني تعالى ذكره: وبشّر، يا محمد، الصابرين الذين يعلمون أن جميع ما بهم من نعمة فمنّي, فيُقرون بعبوديتي, ويوحِّدونني بالربوبية, ويصدقون بالمعاد والرجوع إليّ فيستسلمون لقضائي, ويرجون ثَوابي، ويخافون عقابي, ويقولون -عند امتحاني إياهم ببعض مِحَني, وابتلائي إياهم بما وعدتهم أنْ أبتليهم به من الخوف والجوع ونَقص الأموال والأنفس والثمرات وغير ذلك من المصائب التي أنا مُمتحنهم بها-: إنا مماليك ربنا ومعبودنا أحياءً، ونحن عبيده وإنا إليه بعد مَماتنا صائرون = تسليمًا لقضائي ورضًا بأحكامي.

  1. وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليه السلام
  2. القران الكريم |الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ
  3. إسلام ويب - تفسير ابن رجب الحنبلي - تفسير سورة البقرة - تفسير قوله تعالى وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون- الجزء رقم1
  4. اليوم العالمي للسكري 2015 cpanel
  5. إنا لله وإنا إليه راجعون ملاذ ذوي المصائب

القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة البقرة - الآية 156

ومع أننا مملوكون لله: فإنا إليه راجعون يوم المعاد ، ليجازي كل عامل بعمله ، فإن صبرنا واحتسبنا وجدنا أجرنا موفورا عنده ، وإن جزعنا وسخطنا ، لم يكن حظنا إلا السخط وفوات الأجر ، فكون العبد لله ، وراجع إليه ، من أقوى أسباب الصبر. ( أُولَئِكَ) الموصوفون بالصبر المذكور ( عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ) أي: ثناء وتنويه بحالهم ( وَرَحْمَةٌ) عظيمة ، ومن رحمته إياهم ، أن وفقهم للصبر الذي ينالون به كمال الأجر ، ( وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) الذين عرفوا الحق: وهو في هذا الموضع علمهم بأنهم لله ، وأنهم إليه راجعون ، وعملوا به: وهو هنا صبرهم لله. ودلت هذه الآية على أن من لم يصبر فله ضد ما لهم ، فحصل له الذم من الله والعقوبة والضلال والخسار ، فما أعظم الفرق بين الفريقين وما أقل تعب الصابرين ، وأعظم عناء الجازعين ، فقد اشتملت هاتان الآيتان على توطين النفوس على المصائب قبل وقوعها ، لتخف وتسهل إذا وقعت ، وبيان ما تقابل به إذا وقعت ، وهو الصبر ، وبيان ما يعين على الصبر ، وما للصابر من الأجر ، ويعلم حال غير الصابر بضد حال الصابر. وأن هذا الابتلاء والامتحان سنة الله التي قد خلت ، ولن تجد لسنة الله تبديلا.

وقد هون الله على عباده شأن المصائب ، بما وعد من البشارة الصالحة والوعد الحسن في قوله: ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر: 10] ، قال الأوزاعي: ليس يوزن لهم ولا يكال ، إنما يغرف لهم غرفا. "تفسير ابن كثير" (7 /89) هذا في الآخرة ، وفي الدنيا: فروى مسلم (918) عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا أَخْلَفَ اللَّهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا) وقال تعالى: ( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ) الحديد/ 22، 23 وهذا من أعظم السلوى ؛ فإن العبد إذا علم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه ، وأنه لو قدر شيء لكان ، استكانت نفسه.

إسلام ويب - المغني لابن قدامة - كتاب الجنائز - مسألة البكاء غير مكروه إذا لم يكن معه ندب ولا نياحة - فصل ينبغي للمصاب أن يستعين بالله تعالى ويتعزى بعزائه- الجزء رقم2

قوله تعالى: الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون فيه ست مسائل: الأولى: قوله تعالى: مصيبة المصيبة: كل ما يؤذي المؤمن ويصيبه ، يقال: أصابه إصابة ومصابة ومصابا. والمصيبة واحدة المصائب. والمصوبة ( بضم الصاد) مثل المصيبة. [ ص: 164] وأجمعت العرب على همز المصائب ، وأصله الواو ، كأنهم شبهوا الأصلي بالزائد ، ويجمع على مصاوب ، وهو الأصل. والمصاب الإصابة ، قال الشاعر: أسليم إن مصابكم رجلا أهدى السلام تحية ظلم وصاب السهم القرطاس يصيب صيبا ، لغة في أصابه. والمصيبة: النكبة ينكبها الإنسان وإن صغرت ، وتستعمل في الشر ، روى عكرمة أن مصباح رسول الله صلى الله عليه وسلم انطفأ ذات ليلة فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون فقيل: أمصيبة هي يا رسول الله ؟ قال: نعم كل ما آذى المؤمن فهو مصيبة. قلت: هذا ثابت معناه في الصحيح ، خرج مسلم عن أبي سعيد وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته. الثانية: خرج ابن ماجه في سننه حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا وكيع بن الجراح عن هشام بن زياد عن أمه عن فاطمة بنت الحسين عن أبيها قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أصيب بمصيبة فذكر مصيبته فأحدث استرجاعا وإن تقادم عهدها كتب الله له من الأجر مثله يوم أصيب.

وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة